موقف مصر من العراق بعد تکوين حلف بغداد 1955-1958 ( قراءة فى أرشيف الخارجية البريطانية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، کلية الدراسات الأفريقية العليا- جامعة القاهرة

المستخلص

تباينت مواقف کل من مصر والعراق من مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط فى بداية خمسينيات القرن العشرين تباينًا کاملًا. فاقترب العراق، برعاية بريطانية، من المشروعات الدفاعية التى عرضت عليه فى تلک الفترة، فى حين ابتعدت مصر عنها بشکل واضح وصريح. غير أن الطريق الذى انتهجه العراق انتهى به إلى تکوين حلف بغداد سنة 1955. لکن حينما برز هذا الحلف للوجود حرصت الإدارة المصرية على محاصرته فى کل البلدان العربية. فاشتعلت معرکة علنية بين مصر والعراق طيلة الفترة من 1955 وحتى سقوطه سنة 1958، وقع فيها الملک فيصل الثانى، ملک العراق، ونورى السعيد رئيس الحکومة، والدکتور فاضل الجمالى وزير الخارجية، فى مرمى السهام المصرية. وتمت محاصرتهم فى کل الأماکن التى يستهدفونها. ومع أن الأرشيف المصرى قد رصد هذه المعرکة رصدًا دقيقًا، إلا أن متابعة الأرشيف البريطانى لها کانت مختلفة ومميزة جدًا. خاصة وأن بريطانيا هى الراعية لهذا الحلف، بتوکيل من الولايات المتحدة الامريکية وحلف الاطلنطى. فالناظر للمتابعات البريطانية للموقف المصرى من العراق بعد تکوين حلف بغداد حتى سقوطه سنة 1958 ، سيجد الکثير من التفاصيل التى غابت عن دراستنا العربية.
من هنا، فإن الجديد الذى تقدمه الدراسة هو اعتمادها بشکل أساسى على وثائق الخارجية البريطانية، سواء ملفات الشرق الاوسط، أو محافظ العراق، أو الملفات الخاصة بمصر، لدراسة الموقف المصرى من العراق خلال تلک الفترة. لترصد تلک المعرکة الخفية والعلنية بين الطرفين.